فصل: الباب السابع والعشرون : فيما أوله هاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


4516- هُم في أَمْرٍ لاَ يُنَادَي وَلِيدُهُ

قَالَ أبو عبيد‏:‏ معناه أمر عظيم لاَ ينادي فيه الصغار، وإنما يُدْعَى فيه الكهول والكبار وقَالَ الفراء‏:‏ هذه لفظه تستعملها العرب إذا أرادت الغاية في الخير والشر‏.‏

وأنشد فيه الأَصمعي‏:‏

فأقْصَرْتُ عَنْ ذِكْرِ الغَوَانِي بِتَوْبَةٍ * إلَى الله مِنِّى لاَ يُنَادَي وَلِيدُهَا

وقَالَ آخر‏:‏

ومنهن فسق لاَ يُنَادَى وَليدُهُ

وينشد‏:‏

لَقَدْ شَرْعَتْ كَفَّا يَزِيدَ بنْ مزْيَدٍ * شَرَائِعَ جُودٍ لاَ يُنَادَي وَلِيدُها

وقَالَ الكلاَبي‏:‏ هذا مثل يقوله القوم إذا أخصبوا وكثرت أموالهم، فإذا أهوى الصبي إلى شيء ليأخذه لم يُنْهَ عن أخذه ولم يُصَحْ به؛ لكثرته عندهم، وقَالَ أصحاب المعاني أي ليس فيه وليد فيدعى، وأنشد‏:‏

سَبَقْتُ صِيَاحَ فَرَارِيجهَا * وصَوْتَ نَوَاقِيسَ لمْ تُضْرَبِ

أي لست ثمَّ نواقيسُ فتضرب ولكن هذا من أوقاتها‏.‏

4517- هَوْتْ أُمُّهُ

أي سَقَطت، وهذا دعاء لاَ يراد به الوقوع، وإنما يُقَال عند التعجب والمَدْح، قَالَ الشاعر‏:‏

هَوْتْ أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصبح غاديا * وَمَا ذا يُؤَدِّي اللَّيْل حِينَ يَؤُبُ

معناه التعجب، يُقَال‏:‏ العربُ تدعو على الإنسان والمراد الدعاء له، كما يُقَال للديغ‏:‏ سَلِيم، وللمهلكة‏:‏ مَفَازة، على سبيل التفاؤل ومعنى ‏"‏ما يبعث الصبح‏"‏ إمعانه في وصفه بالجلد حين يصبح، أي ما يبعث الصبحُ منه وكذلك ماذا يؤدي الليلُ منه حين يمسي، فحدف ‏"‏منه‏"‏ كما يُقَال‏:‏ السَّمْنُ مَنَوَان بدرهم، أي منوان منه بدرهم‏.‏

4518- هَلْ لَكَ في أُمِّكَ مَهْزُولَةً‏؟‏ قَالَ‏:‏ إنَّ مَعَهَا إحْلاَبَةَ

الإحلاَبة‏:‏ أن يحلبَ الرجلُ ويبعثَ به إلى أهله من المرعَى، يريد هل لك طمع في أمك في حال فقرها، أي لاَ تَطْمَعْ فيها فليس بشيء، قَالَ‏:‏ إن معها

إحلاَبة‏.‏

يضرب في بقاء طمع الولد في إحسان الأم ‏[‏ص 391‏]‏

4519- هَذَا التَّصَافِي لاَ تَصَافِي المِحْلَبِ

قَالَ أبو عمرو بن العَلاَء‏:‏ خرج رجلاَن من هُذَيل بن مُدْركة ليُغِيَرا على فَهْم على أرجلها، فأتَيَا بلاَد فَهْم فأغارا، فقتلاَ رجلاً من فَهْم، ونذر بهما، فأخِذَ عليهما الطريقُ فأسِرَا جميعا، فقيل لهما‏:‏ أيكما قَتَلَ صاحبنا‏؟‏ فَقَالَ الشيخ‏:‏ أنا قتلته وأنا الثأر المُنِيمُ، وقَالَ الشاب‏:‏ أنا قتلته دون هذا الشيخ الهِمِّ الفاني، وأنا الشابُّ المقتبلُ الشباب، وأنا لكم الثأر المنيم، فقتلوا الشيخ بصاحبهم، وطمعوا في فِدَاء الشاب، فَقَالَ رجل من فَهْم‏:‏ هذا التصافي لا تصافي المِحْلَب، ويروى ‏"‏المشعل‏"‏ وهو إناء ينبذ فيه، أي هذه المصافاة لاَ مصافاة المؤاكلة والمشاربة‏.‏

يضرب في كرم الإخاء‏.‏

4520- هَذَا أوان الشَّدِّ فَاشْتَدِّي زِيَمْ ‏(‏سبق برقم 4499‏)‏

زعم الأصمعي أن ‏"‏زِيَمْ‏"‏ في هذا الموضع اسمُ فرسٍ، وشَدَّ واشْتَدَّ إذا عدا‏.‏

يضرب للرجل يؤمر بالجِدِّ في أمره‏.‏

وتمثل به الحجاجُ على منبره حين أزعج الناسَ لقتال الخوارج‏.‏

وأورد أبو عبيد هذا المثل مع قولهم ‏"‏لَيْسَ هَذَا بعُشِّكِ فَادْرُجِي، يضرب للمتشبع بما ليس عنده، يؤمَرُ بإخراج نفسه منه، ولاَ نسبة بينهما، إلاَ أن يُقَال‏:‏ أراد هذا ليس وقت الجمام، بل هذا وقت العدو حتى يكون بإزاء قوله ‏"‏ليس هذا بعشك فادْرُجِي‏"‏

4521- هُما كَفَرَسَي رِهَانٍ

يضرب للاثنين إلى غاية يَسْتَبِقَانِ فيستويان، وهذا التشبيه يقع في الاَبتداء، لاَ في الاَنتهاء؛ لأَن النهاية تُجَلَّى عن سَبْق أحدهما لاَ محالة‏.‏

ومثلُه قولُهم‏:‏

4522- هُمَا كَرُكْبَتِي البَعِيرِ

قَالَ ابن الكلبي‏:‏ إن المثل لِهرِمِ بن قُطْبةَ الفَزَاري، تمثَّلَ به لعلْقمة بن عُلاَثة وعامر بن الطُّفَيل الجعفر بين حين تنافرا إليه، فَقَالَ‏:‏ أنتما كَرُكْبَتَي البعير يا ابني جعفر تَقَعَانِ مَعاً، ولم يُنْفِّرْ أحَدَهما على الآخر، وذلك أنهما انتهَيَا إليه مساء، فأمر لكل واحدٍ منها بُقَّبةٍ، وأمر لهما بالأنزال وما يحتاجان إليه، فلما هَدَأت الرِّجْلُ أتى عامرا فَقَالَ له‏:‏ لماذا جئتني‏؟‏ قَالَ‏:‏ جئْتُك لُتَنَفِّرني على علقمة، فَقَالَ‏:‏ بئس الرأي رأيت، وساء ما سَوَّلَتْ لك نفسُكَ، أفْضِّلُكَ على علقمة ومن أمره كذا وكذا‏؟‏ يعدِّد مفاخِرَه ومآثره وقديمه وحديثَه، والله لئن رأيتُك غداً معه ‏[‏ص 392‏]‏ متحاكمين إلىَّ لاَنفرنَّهُ عليك، ولاَ يطلق القلم مني به وبك غيره، ثم تركه ومضى إلى عَلْقَمة فَقَالَ‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ قَالَ‏:‏ جئتك لتنفِّرِني على عامر فقال‏:‏ أين غاب عنك حلمكَ ‏؟‏ أعلى عامر أفضِّلُك‏؟‏ وقديم عامر كذا وكذا، وحَسَبَهُ كذا، والله لئن نافَرْتَهُ إلى لأحكمن له، فأقْدِمْ على ما تريد أو أَحْجِمْ عنه، ثم فارقه ورجع إلى بيته، فلما أصْبحَا قَالاَ‏:‏ نرجع ولاَ حاجة بنا إلى التنافر، ولاَ يدري كل واحدٍ منهما ما عند صاحبه، فلما كانا في بعض الطريق تلقَّاهُما الأعْشَى، فسألهما عما خرجا له، فأخبره بقصتهما، فَقَالَ الأعْشَى لعلقمة‏:‏ مالي عندك إن نَفَّرْتُكَ على عامر‏؟‏ قَالَ‏:‏ مائة من الإبل، قَالَ‏:‏ وتُجِيرُنِي من العرب‏؟‏ قَالَ‏:‏ أجيرك من قومى، فَقَالَ لعامر‏:‏ فإن أنا نفرتك على علقمة فمالي عندك‏؟‏ قَالَ‏:‏ مائة من الإبل، قَالَ‏:‏ وتُجيرُني من أهل الأَرض‏؟‏ قَالَ‏:‏ أجيرك من أهل السماء والأَرض، قَالَ الأعْشَى‏:‏ تُجيرُني من أهل الأَرض فكيف تُجيرُني من أهل السماء‏؟‏ قال‏:‏ إن مات أحد من وَلْدَك أو أهلك ودَيْتُه، وإن ماتت لك ماشية فعليَّ عِوَضُها، قَالَ‏:‏ نعم، فمدح عامرا، وهجا علقمة، فَقَالَ من قصيدته في هجائه‏:‏

أعَلْقَمُ قَدْ حَكَّمْتَنِي فوجدتني * بكُم عالما عند الحكومة غائصاً

كِلاَ أبَوَيْكُم كانَ فَرْعَى دِعَامَةٍ * ولكنَّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحْتَ نَاقِصَاً

تَبِيتُونَ في المَشْتى مِلاَءً بُطُونُكُمْ * وَجَارتُكُمْ غَرْثَى يَبتْنَ خَمَائِصَاً

فَمَا ذَنْبُنَا إن جَاشَ بَحْرُ ابن عَمَّكُمْ * وتَجْرُك سَاجٍ مَا يُوارِي الدَّعَامِصَاً

‏(‏الدعامص‏:‏ جمع دعموص‏.‏ وهي دويبة تغوص في الماء‏)‏

وكان يُقَال‏:‏ مَنْ مدحه الأعْشَى رَفَعه ومَنْ هَجَاه وضَعه، وكان يُتَّقَي لسانه، وكان علقمة ممن آمن وصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما عامر فلاَ‏.‏

4523- هّذا الَّذي كُنْتِ تَحْيَيْنَ

يُقَال‏:‏ حِييتُ حَيَاء، أي استَحْيَيْتُ وأصل المثل أن امرأة سَتَرت وَجْهَها، فظهر منها هَنُا، فقيل لها‏:‏ هذا الذي كنت تستحيين منه فقد بدا وانكشف‏.‏

يضرب لمن رام إصلاَح شيء فأفسده‏.‏

4524- هَذَا أمْرٌ لاَ يفِي لهُ قَدْرِي

أي أمر لا أقربه ولا أقبله

4525- أَهْنَى المَعْرُوفِ أَوْحاهُ

أي أعْجَلهُ، من قولهم الوَحَي الوحَي، أي العَجَلَ العَجَلَ‏.‏‏[‏ص 393‏]‏

4526- هَذِهِ خَيْرُ الشَّاتَيْنِ جِزَّةً

يضرب للشيئين يَفْضُل أحَدُهما على الآخر بقليل، ونصب ‏"‏جزة‏"‏ على التمييز‏.‏

4527- هانَ على الأمْلَس مالا قَي الدَّبرُ

يضرب في سوء اهتمام الرجل بشأن صاحبه

4528- هذا أَمْرٌ لاَ تَبْرُكُ عَلَيهِ الإِبِلُ

يضرب للأمر العظيم الذي لا يصبر عليه

4529- هوَ أذَلُّ مِنْ حِمَارٍ مُقَيَّدٍ

قَالَ المتلمس‏:‏

وَمَا يُقِيمُ بدارِ الذَُلِّ يَعْرِفُهَا * إلاَ الأذَلاَنِ عَيْرُ الحَيِّ وَالوَتِدُ

هذا عَلَى الخَسْفِ مَرْبُوطٌ بِرُمَّتِهِ * وَذَا يُشَجُّ فَمَا يَبْكِى لَهُ أحَدُ

4530- هُوَ يَبْعَثُ الكِلاَبَ عَنْ مَرابِضِهَا‏.‏

يضرب للرجل يخرج بالليل يسأل الناس مِنْ حِرصه فتنجه الكلاَب؛ فذلك بَعْثُه إياها عن مرابضها‏.‏

ويُقَال‏:‏ بل يثير الكلاَبَ يطلب تحتها شيئاً لشَرَهِهِ وحرصه على ما فضل من طعامها

4531- هَلْ أوفَيْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ وتَقَلَّيْتُ

الإيفاء‏:‏ الإشراف، والتَّقَلِّي‏:‏ تجاوزُ الحدِّ يضرب لمن بَلَغَ النهايةَ وزاد على ما رسم له

4532- هُمَا يَتَماشَنان جِلْدَ الظَّربِانِ

يضرب للرجلين يقع بينهما الشر فيتفاحشان

4533- هُوَ بَيْنَ حاذِفٍ وقاذِفٍ

الحاذف‏:‏ بالعصا، والقاذف‏:‏ بالحصا‏.‏ قَالَوا‏:‏ المعنى في الأَرنب؛ لأنها تُحْذَفُ بالعَصَا وتقذف بالحجر‏.‏

يضرب لمن هو بين شَرَّيْنِ

قَالَ اللحياني‏:‏ يُقَال قَالَ الوبر للأرنب‏:‏

آذان آذان، عَجُزٌ وكتفان، وسائرك أكلتان، فَقَالَ الأرنب‏:‏ وبروبر، عجز وصدر، وسائرك حقر نقر‏.‏

4534- هُمْ في خَيْرٍ لاَ يَطِيرُ غُرَابُهُ

أصله أن الغراب إذا وقع في مَوْضع لم يجتح أن يتحوَّلَ إلى غيره‏.‏

قيل‏:‏ هذا يضرب في كثرة الخِصْب والخير، عن أبي عبيدة، وقد يضرب في الشدة أيضاً، عن أبي عبيد، وقَالَ‏:‏ ومنه قول الذبياني‏:‏

وَلرَهْطِ حرابٍ وقد سَوْرَةٌ * فِي المَجْدِ لَيْسَ غُرابُها بِمُطَارِ

4535- هُوَ وَاقِعُ الغُرَابِ

كما يُقَال ‏"‏ساكن الريح‏"‏ أي هو وَقُوع وَدُروع، قَالَ الشاعر‏:‏

وَمَازِلْتُ مُذْقَامَ ابنُ مَرْوَانَ وَابْنُهُ * كأنَّ غُرَابا بَيْنَ عَيْنَي وَاقِع ‏[‏ص 394‏]‏

4536- هُوَ غُرَابُ ابنُ دَأيَةَ

يكنى به عن الكاذب في نسبه‏.‏

4537- هُوَ إحْدَى الأثَافي

يضرب للذي يُعين عليك عَدْوَّك

4538- هُوَ ابْنَةُ الجَبَلِ

ومعناه الصَّدَى يجيب المتكلم‏.‏

يضرب لمن يكون مع كل أحد‏.‏

4539- هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الجَنَابُ الأخْضَر‏.‏

قَالَ الشرقي‏:‏ هذا من أمثالهم القديمة، وأصل ذلك أنه لما ثَقُلَ ضبة بن أدَّ اغتمَّ، فَقَالَ له وَلَدُه‏:‏ لو قد انتهينا إلى الجَنَاب الأخضر لقد انحل عنك ما تجد، فَقَالَ‏:‏ هيهات هيهات الجناب الأخضر‏؟‏ أي لاَ أدركه، فكان كذلك‏.‏

يضرب لما لاَ يمكن كذلك تَلاَفِيهِ

4540- هَلْ عَادَ مِنْ كَرَمٍ بَعْدي‏؟‏

لذكوان، قيل‏:‏ إنه كان رَجُلاً شَحيحاً يضرب للرجل يَعِدُ من نفسه ما لم يُعْهَدْ منه، فيُقَال له‏:‏ هل غَيَّرَك بعدي مُغَير‏؟‏ أي أنت على ما عهدتك‏.‏

ومثلُه‏:‏

4541- هَلْ صَاغَكَ بَعْدِي صَائغٌ

يوضع في الخير والشر، قَالَه أبو عمرو

4542- هَكذَا فَصِدى

قيل‏:‏ إن أول مَنْ تكلم بِهِ كَعْبُ بن مَامة، وذلك أنه كان أسيراً في عَنْزَة، فأمرته أمُّ منزله أن يَفْصِدَ لها ناقةً، فنحرها، فلامته على نَحْره إياها،

فَقَالَ‏:‏ هكذا فَصِدى، يريد أنه لاَ يصنع إلاَ ما يصْنَع الكرام‏.‏

4543- هُوَ أعْلَى النَّاسِ ذَا فُوقٍ

أي أعلى الناس سَهْماً، ويقولون‏:‏ هو أعلى القوم كَعْبا، وقَالَ سعد بن أبى وَقَّاص رضي الله عنه لأهل الكوفة‏:‏ إن المسلمين قد بَايَعُوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ولم يألوا أن يبايعوا أعلاَهم ذا فُوقٍ، أي أفْضَلَهُمْ

4544- هُوَ أصْبَرُ عَلَى السَّوَافي مِنْ ثَالِثَةِ الأثَافِي‏.‏

يضرب لمن تعوَّدَ هلاَكَ مالِهِ‏.‏

4545- هُوَ إمَّعَةٌ

وكذلك ‏"‏إمْرَةٌ‏"‏ وهما الرجل الضعيفُ الرأي الذي يقول لكل‏:‏ أنا مَعَكَ، وفي الحديث ‏"‏إذ وقع الناسُ في الشر فلاَ تكن إمَّعَةً‏"‏ قَالَوا هو أن يقول‏:‏ إن هلك الناسُ هلكت لاَ أثور في الشر، يُقَال‏:‏ رجل إمَّعٌ وإمعة، وقَالَ ابن السراج‏:‏ هو فِعْلٌ لأنه لاَ يكون إفعل صفة، قَالَ‏:‏ وقولُ من قَالَ ‏"‏امرأة إمعة‏"‏ غلطٌ، لاَ يُقَال للنساء ذلك، ‏[‏ص 395‏]‏ وقد حكى عن أبي عبيد، ويروى عن أمير المؤمنين علي رضي اللَه عنه بيتان في هذا المعنى، وهما‏:‏

وَلَسْتُ بإمَّعَةٍ في الخَطُوبِ * أسائِلُ هذا وَذَا مَا الخَبَرْ

وَلَكِنِّني مِدْرَهُ الأَصْغَرَيـ * نِ جَلاَبُ خيرٍ وَذَا وَفَرَّاجُ شَرْ

4546- هَنِيئاً لِسُحَامٍ مَا أكَلَ

سحام‏:‏ اسم كلب، قَالَ لبيد‏:‏

فتقصدت منها كَسَابِ فضرجت * بِدَمٍ وَغُودِرَ فِي المكَرٍّ سُحَامُهَا

ويروى ‏"‏سُخَامها‏"‏ بالخاء‏.‏

يضرب في السماتة بهلاك مال العدو

4547- هَيْهَاتَ مِنْكَ قُعيقْعِانُ

هذا الجبل بمكة، وبالأَهواز أيضاً جبل يُقَال له قعيعقان

قلت‏:‏ ولاَ أدري أيهما المعنى في المثل

يضرب في اليأس من نيْل ما تريد

4548- هَذَراً هَذرِيانُ

أي أكثِرْ من كلامك وتَخليطك ياهَذْرِيَان، وهو المِهْذَار

4549- هُوَ الضَّلاَلُ بنُ يَهْلَلَ

وتهلل، وفَهلل، وكلها من أسماء الباطل لاَ تصرف، ومعناه باطل بن باطل، وروى اللحياني بالتاء المعجمة من فوقها بنقطتين، أي كما أن هذه الأَلفاظ لاَ تقوم بإفادة كذلك هو

قلت‏:‏ والسبب في ترك صرف هذه الأَسماء أنها أعجمية في الأَصل، فاجتمع فيها التعريف والعجمة، ولو كان لها مَدْخَل في العربية لكان وَجْهُها الصرف، كما لو سمى رجل بدَحْرَج لصُرف لأنه زنة لاَ تختص بالفعل‏.‏

4550- هُوَ قَريبُ المَنْزَعَةِ

أي قريب الهِمَّة، وقريب غَوْر الرأي، ومنه قولهم ‏"‏لتعلمن أينا أضعف منزعة‏"‏ ومنزعة الرجل‏:‏ رأيه

4551- هَذِهِ مِنْ مُقَدِّمَاتِ أفَاعيكَ

أي من أوائل شرك

4552- هُوَ الفَحْلُ لاَ يُقْدَحُ أنْفُهُ

القَدْح‏:‏ الكَفُّ

يضرب للشريف لاَ يُرَدُّ عن مُصَاهرة ومُواصلة

4553- هُوَ يَلْطِمْ عَيْنَ مِهْرَان

يضرب للرجل يكذب في حديثه، وينشد لمحلم‏:‏

إذا ما اجتمع الجزلىُّ * والكوفى والأَعلَم

فكم من سىء يُنْثَي *وكم من حَسَن يكتم

وكم عين لمهران * إذا ما اجتمعوا تلطم‏[‏ص 396‏]‏

4554- هُوَ يَنْسَى ما يَقُولُ

قَالَ ثعلب‏:‏ إنما تقول هذا إذا أردتَ أن تنسب أخاك إلى الكذب

4555- هُوَ يَخْصِفُ حِذَاءَهُ

أي يزيد في حديثه الصدق ماليس منه

4556- أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمانياً وَجِئْتَ بِسَائِرها حَبْحَبَةً

أي مَهَازيل ضعيفة

قَالَ ابن الأعرابي‏:‏ ومن الحبحبة نار أبي حباحب؛ وقَالَ غيره‏:‏ الحَبْحَبَة السَّوْقُ الشديد، ونصبه على المصدر، ويجوز على الحال

4557- هُوَ يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ

يضرب للرجل الشرير الخبيث، أنشد ابن الأَعرَبي

لنا عِزٌّ ومَرْمَانَا قريبٌ * ومولىً لاَ يَدِبُّ مع القراد

وأصل هذا أن رجلاً كان يأتي بشنة فيها قِرْدَان، فيشدها في ذنب البعير، فإذا عضَّه منها قُراد نفر فنفرت الإبل، فإذا نفرت الإبل استلَّ منها بعيراً فذهب به

4558- هُنَاكَ وهُهنَاكَ عَنْ جَمَالِ وَعْوَعَةٍ

العربُ إذا أرادت البعد قَالَت‏:‏ هناك وههناك، وإذا أرادت القرب‏:‏ قَالَت هنا وههنا، كأنه يأمره بالبعد عن جمال وَعْوَعَة، وهي مكان، ويُقَال أراد إذا سَلِمْتَ لم أكثرت لغيرك، قَالَوا‏:‏ وهذا كما تقول ‏"‏كل شيء ولاَ وَجَعُ الرأس‏"‏ و ‏"‏كل شيء ولاَ سيف فراشه‏"‏ وقَالَ أبو زيد‏:‏ وَعْوَعَة رجل من بنى قيس بن حنظلة، قَالَ‏:‏ وهذا نحو قول الرجل ‏"‏كل شيء ما خلاَ الله جَلَل‏"‏

4559- هُوَ أهْوَنُ عَلَي مَنْ طَلَبَهُ

يُقَال‏:‏ هي الرَّبذة والمِثْملَة ‏(‏الربذة - بفتحات أو بكسر فسكون - ومثلها المثملة - بوزن المكنسة - خرقة أو صوفة يهنأ بها البعير‏)‏

وهما الخرقة التي يُهْنأ بها البعير، وقَالَ‏:‏

يَاعَقِيد اللُّؤْم لَوْلاَ نعمتى * كُنْتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقىً بِالفِنَا

يضرب للرجل الذليل

4560- هُوَ إسْكُ الأمةِ

ويقال ‏"‏إسْكُ الإماءِ‏"‏

يضرب للحقير المُنْتِنِ الذليل، والإسك‏:‏ جانب الفَرْج

4561- هُمْ كَنَعَمَ الصَّدَقَةِ

يضرب لقوم مختلفين

وهذا كقولهم‏:‏

4562- هُمْ كَبَيْتِ الأدَمِ

يعني أن فيهم الشريف والوضيع ‏[‏ص 397‏]‏

4563- هُمْ كالحَلَقَةِ المُفْرَغَةِ

وهي التي لاَ يُدْرَى أين طرفها

يضرب للقوم يجتمعون ولاَ يختلفون

4564- أَهْدِ لِجَارِكَ الأدْنَى لاَ يَقْلِكَ الأقْصَى

ويروى ‏"‏ولاَ يقلك‏"‏ أي أنك إذا أهديتَ للأدنى يَعْذِرُك الأَقصى لبعده عنك ومن روى ‏"‏ولاَ يقلك‏"‏ أي لاَ تَفْعَلْ ما يؤذي الأَقصى، فكأنه يأمر بالإحسان إليهما‏.‏

4565- هُوَ قَاتِلُ الشَّتَوَاتِ

يضرب للذي يُطْعِم فيها ويدفِئُ، ويروى ‏"‏قاتل السَّنَوات‏"‏ أي الجَدُوب، بأن يُحْسِنَ إلى الناس فيها‏.‏

4566- هُوَ علَيه ضِلَعٌ جائرةٌ

ويروى ‏"‏هُمْ‏"‏

يضرب للرجل يميل عليه صاحبه‏.‏

4567- هَذَا جَنَايَ وَخَيَارُهُ فِيهِ

الجَنَي‏:‏ المجنىُّ، ويروى ‏"‏هذا جناي وهِجَانه فيه‏"‏ والهجَان‏:‏ البيض، وهو أحسن البَيَاض وأعتَقُه، يُقَال‏:‏ ناقة هِجَان وجمل هِجَان‏.‏

وأول من تكلم بهذا المثل عمرو بن عَدِيّ بن أخت جَذِيمة، وذلك أن جَذيمة خرج مبتديا بأهله وولده في سنة مُكلئة، وضربت له أبنية في زهرة وروضة، فأقبل ولده يَجْتَنُون الكمأة، فإذا أصاب بعضُهم كمأة جيدة أكلها، وإذا أصابها عمرو خَبَأها في حجزته، فأقبلوا يتعادَوْنَ إلى جَذيمة وعمرو يقول وهو صغير‏:‏

هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جانٍ يدهُ إلى فيه

فضمه جذيمة إليه والتزمه، وسُرَّ بقوله وفعله، وأمر أن يُصاغ له طَوْق، فكان أول عربي طُوِّقَ، وكان يُقَال له ‏"‏عمرو ذو الطَّوْق ‏(‏انظر المثل رقم 3017‏)‏ ‏"‏ وهو الذي قيل فيه المثل المشهور ‏"‏كبر عمرو عن الطوق‏(‏1‏)‏ ‏)‏‏)‏ وقد مر ذكره قبل وتقدير المثل‏:‏ هذا ما اجتنيته ولم آخذه لنفسي خير ما فيه إذ كل جان يَدُه مائلة إلى فيه يأكله‏.‏

4568- هذَا عَبْدُ عَيْنٍ

يضرب للعبد يعمل ما دام مولاَه يراه، فإذا غاب عنه لاَ يهتم بأمره‏.‏

وكذلك يُقَال ‏"‏فلاَن أخو عَيْنٍ‏"‏ ‏"‏وصديقُ عَيْنٍ‏"‏ إذا كان بُرَائى؛ فيرضيك ظاهره‏.‏

4569- هذَا وَلمَّا تَرَى تِهَامَةَ

يضرب لمن جَزِعَ من الأمر قبل وَقْتِ الجزع‏.‏ ‏[‏ص 398‏]‏

قَالَه رجل وهو يَنْجِد بناقته وهو يريد تهامة فحَسِرَتْ ناقته وضَجِرَتْ‏.‏

4570- هُوَ أشَدُ حُمَرَةً مِنَ المًصَعة

وهو ثمر العَوْسَج أحمر ناصع الحمرة‏.‏

4571- هُوَ عَلَى طَرَفِ الثُمَامِ ‏(‏هذا المثل مكرر قد مضى رقم 4501‏)‏

وهو نبت ضعيف سَهْل التناول يُسَدّ به خصَاص البيوت، وقَالَوا‏:‏ إنه ينبت على قدر قامة المرء‏.‏

يضرب في تسهيل الحاجة وقُرْبِ النَّجَاح‏.‏

4572- هُوَ حُوَّاءَةٌ

قَالَ أبو زيد‏:‏ الحُوَّاءة من الأحرار، ولها زهرة بيضاء، وكأن ورقها ورق الهندبا يتسطح على الأَرض‏.‏

يضرب مثلاً للرجل الذي لاَ يبرح مكانه

4573- هذَا الجَنَى لاَ أنْ يُكَدَّ المُغْفُرُ

وروى أبو عمرو ‏"‏لاَ أن تكد المغفر‏"‏ قَالَ‏:‏ لأنه لاَ يجتمع منه في سَنَة إلاَ القليل، قَالَ أبو زياد‏:‏ المَغَافير تكون في الرمث والعش والثمام، والمغفر والمغفور والمغثور‏:‏ لُغات‏.‏

يضرب في تفصيل الشيء على جنسه ولمن يصيب الخير الكثير‏.‏

4574- هُوَ يَرْقمُ فِي المَاءِ

يضرب للحاذق في صنعته‏.‏

أي من حذقه يرقم حيث لاَ يثبت فيه الرقم، قَالَ الشاعر‏:‏

سأرقم في الماء القَرَاح إليكم * على نأيكم إن كان في الماء رَاقِمُ

4575- هذا بَرْضٌ مِنْ عِدٍّ

البَرَض، والبراضُ‏:‏ القليل، والعِدُّ‏:‏ الماء الدائم لاَ انقطاع له‏.‏

يضرب لمن يعطي قليلاَ من كثير

4576- هُوَ يَحْطِبُ في حَبْلِهِ

إذا كان يجيء ويذهب في منفعته، ويكون هَوَاه معه‏.‏

4577- هُوَ ثَاقِبُ الزَّنْدِ

وكذلك ‏"‏وَارِى الزَّنْدِ‏"‏

يضرب لمن يُطْلَبُ منه الخير فيُوجدُ وفي ضده يُقَال‏:‏